المؤتمر الثاني

كلمة الرئيس

حضرة ممثلة وزارة الخارجية اللبنانية السيدة لارا القزي المحترمة،
حضرة رئيس الجامعة الثقافية في العالم السيد عباس فواز المحترم، 
حضرة أعضاء الهيئةِ الإداريةِ في الجامعةِ الثقافيةِ في العالم والمجلسِ القاريِ الأفريقيِ المُحترمين،
حضرة رؤساءِ وأعضاءِ المجالسِ الوطنيةِ والفروعِ في القارةِ الأفريقيةِ المُحترمين،
السيداتِ والسَادة،

الحضور الكريمْ،

أهلاً وسهلاً بِكُمْ في المؤتمرِ العاشرِ للمجلسِ القاريِ الافريقيِ،

اجتَمَعنَا منذُ حَوالي الثلاثَةَ اعوامٍ في المؤتمرٍ التاسعِ للمجلسِ، أي قبلَ بٍدايةِ ولايةِ الهيئةِ الادارية الأخيرةِ وكُنتُ وزُملائي نتطَلَّعُ إلى أن تكونَ ولايتُنَا ذاخِرةً بالإنجازاتِ والأعمالِ المُنتجةِ التي يستفيدُ مِنها المُغتربْ في أفريقيا،

وبالفعلٍ بدأنَا في الهيئةِ بوضعٍ مختلفِ الخططِ من أجلٍ هذه الغايةْ، إلّا أنَّ الاحداثَ جرَتْ بعكسِ توجُّهاتِنَا.

فقد تداعت أزماتٍ عديدةٍ على لبنان منذ ذلَكَ الحينِ بدأتْ بالأزمةِ السياسيةِ التي عصفتْ بالبلادِ مُروراً بفيروسْ كورونا الذي اجتاحَ العالمَ، ولم تَنتهِ بالأزمةِ الاقتصاديةِ التي حلّتْ على الشعبِ اللبنانيِ وما تَبِعَها من نتائج كارثيّة على الصعيد الاجتماعيِّ والماليِّ، ثُمَّ جاءَ انفجار المرفأ في بيروت ليُخلِّفْ وراءَهُ خسائرَ بشريَّةْ وماديّة لا يُمكِن تعويضَها.

فأمامَ هولْ هذا المَشهدْ لَمْ يَكُنْ من الهيئةِ الاداريّةِ إلّا بأنْ تغيّرَ جدولَ اعمالَها وأن تُعدِّلَ في أولويّاتِهَا، فبعدَ أن كانت تُخطِط إلى إعادَةِ تنظيمِ وتفعيلِ كافةَ المجالسِ الوطنيةِ والفروعِ في أفريقيا، وجدَت نفسَهَا تعمل على كيفيةِ إعادةِ المغتربينْ من أفريقيا إلى لبنان حيثُ عمِلَت وبالتعاونِ مع الجامعةِ اللبنانيةِ الثقافيةِ في العالم على إعادةِ الراغبينَ، فكانَت صلةَ الوصلِ بين الدولةِ اللبنانيّة والمغتربينِ في أفريقيا.

كما ساهَمتْ في عدَّة مساعداتٍ مباشرة او غير مباشرة كان أهمَّها التبرُّع بعدد كبير من المعدّاتِ الطبيّةِ الى الدولةِ اللبنانيةِ وتوزيعِ الافِ الحصصِ الغذائيةِ بالتعاونِ مع المجلس العالميّ للجامعةِ الثقافيةِ في العالم.

ممّا لا شكَّ فيه انّهُ يوجَدْ اليومَ قضايَا عديدةٍ تعني المُغتربْ اللُبنانيْ في افريقيا،

اوّلَها موضوع الأموال المحتجزةٍ في المصارفِ، والتي كانَ لأبنائِنا في الاغترابٍ الحصَّة الاكبَر مِنها.

وقد رَفعنا الصوتَ عالياً في كلٍّ من الجامعةِ الثقافيةِ في العالم والمجلِسِ القاريِّ الافريقيِّ لإسماعِ من يُريد ان يسمع من المسؤولينِ.

وانَّ هذِهِ القضيةِ يجبْ ان تحملِها الهيئةِ الاداريةِ المُنتخبةِ اليومَ، وان تستمرَّ في متابعتِهَا بالتعاونِ مع الهيئةِ الإداريةِ الجديدةِ للجامعةِ والتي بالمُناسبة نُبارك لأعضائِهَا ورئيسِها انتخابَهم منذُ بِضعةِ أسابيعْ مُتمنينَ لهُم التوفيقَ والنجاح.

كما على الهيئةِ الاداريةِ المنتخبةِ اليومَ اكمالَ مسيرة اعادة    تنظيمِ المجالسِ الوطنيةِ في القارةِ السمراء.

فنحنُ على ابواب اجراء انتخاباتٍ جديدةٍ في كلٍّ مِنْ ساحلِ العاجِ وانغولا، وهو امرٌ يقتضي التنويهْ بهِ بَعدَ ان انقضى على الانتخاباتِ الاخيرةِ للمجالس الوطنية في هاتَينِ الدولتينِ سنواتٍ عديدة.

وقد اثبَتَت التجربَةَ في هذا الموضوع ان التعاونً سواءَ مع الجامعةِ الثقافيةِ او مع المسؤولين السابقين في هذه المجالسِ هو امرٌ يجب ان نستمرَ فيهِ خصوصاً مع تراجعِ اداءِ دورَ الدولةِ اللبنانيةِ في الخارجِ ممّا يحتِّمُ علينا مسؤوليّةً اكبرَ ودوراً لا بُدَّ من لعبِهِ من اجلِ المحافظةِ على مصالحِ الاغترابِ اللبنانيِ.

حضرات السيداتِ والسادة،

اسمحوا لي اخيراً ان اشكُرَ زملائي في الهيئةِ الاداريةِ والذين كانَ لكلِّ واحدٍ مِنهُم دوراً في انجاحِ العملِ طوالَ السنواتْ الماضيةْ.

فهيئتَنا الاداريّةَ اليوم تسلِّم رايةَ المجلسِ القاريّ الى الهيئةِ الجديدةِ مُتمنّينَ لها التوفيقَ والنجاح في مهمّتِها وهي على يقين انَّ ما ينتظِرَها من عملِ شاقِ في ولايتَها يقتضي وقوفْ جميعْ مؤسساتْ الجامعةِ والمجالسِ الوطنيةِ في مختلفِ البلاد الافريقيّةِ الى جانِبِها عملاً بمبدأ استمراريّة المؤسساتْ.

وشكراً.

وشكراً ..

بيروت، في 28 كانون الأول 2022

حسن يحفوفي