إن المجلس القاري الأفريقي يمثّل عائلة الإغتراب اللبناني في القارة الأفريقيّة, وهو الهيئة الناظمة والحاضنة للمجالس الوطنيّة, الممثلة للجاليات اللبنانيّة الموجودة والمولودة على إمتداد القارة.
ولد هذا المجلس من رحم الجامعة اللبنانيّة الثقافية في العالم, لتحقيق الغاية النبيلة التي أسست الجامعة من أجل تحقيقها, وفي مقدّمتها جمع شمل ورعاية مصالح المغتربين اللبنانيين, والسهر على أمنهم وإستقرارهم في البلدان المضيفة, وحثّهم على إحترام القوانين والأنظمة في الدول التي يقيمون بها, إلى جانب إقامة أمتن العلاقات مع شعوبها, وبالتالي تعزيز وتمتين الروبط والتواصل مع الوطن.
يعتبر المجلس القاري الإفريقي العمود الفقري للجامة الأم, حتّى أنّه اليوم المجلس الوحيد الذي يعمل, وينتخب هيئاته الإدارية بإنتظام, ويعقد مؤتمراته كلّ سنتين. وكلّ هذا بفضل الذي تعاقبوا على رئاسته مع الهيئة الإدارية التي ساعدته على الإستمرار.
عمل المجلس القاري بكلّ زخم وكان الداعم الأساسي للجامعة اللبنانيّة الثقافية في العالم, فكان الأكثر عطاءً وخدمة لأبناء الجاليات اللبنايّة في القارة السمراء. فقد قام بزيارات دورية عديدة إلى معظم الدول الأفريقية, متفقدّاً أحوالهم, مقدّماً حلولاً لبعض النزاعات التي كانت قائمة فيما بينهم, كما وعمل على تجديد وتفعيل المجالس المحليّة.
وقد عقد المجلس عدّة مؤتمرات كان لها صداها الإيجابي على مختلف الأصعدة في لبنان وأفريقيا.
من جهة أخرى, وفي اللحظة التي كانت الدولة اللبنانيّة غائبة عن تلبية طموحات اللبنانيين المقيمين والمغتربين, فإن المجالس الوطنيّة لم تقصّر يوماً في أداء دورها الريادي لجهة تفعيل وتنشيط مهام الديبلوماسية اللبنانيّة في أكثر العواصم الأفريقيّة, حيث أخذت على عاتقعها بناء سفارات عدّة وتأثيثها, وتأمين جميع مستلزماتها تعبيراً عن محبّتها لوطنها, ولكي تعزز وجه لبنان الحضاري والمشرق.
كما لم تبخل تلك الجاليات في تقوية أواصر الصداقة مع شعوب البلدان الأفريقية, حيث بنت المدارس ووهبتها للمجتمعات المحليّة, إلى الكثير من التقديمات العينيّة والمنح المدرسية وخلافه.
أيضاً فقد لعب المجلس القاري الأفريقي لعب دوراً رائداً في الدعوة الى وحدة الجامعة اللبنانيّة الثقافية ومؤسساتها ورعاية مصالح المغتربين دون أن تغيب عينه لحظة عن الوطن وحمايته والمساهمة في نهضة إقتصاده.
إن النظام الداخلي للمجلس القاري الأفريقي مستمدّ القانون الأساسي والنظام الداخلي للجامعة اللبنانيّة الثقافية في العالم بصفته مسؤولاً عن المجالس الإقليمية والوطنية والجاليات في القارة السمراء.
وفي عام 1991 عقد المجلس إجتماعاً في القاهرة وأعاد إنتخاب الهيئة الإدارية نفسها.
*البحث العلمي حول الإغتراب اللبناني 2019– أ. أمين راجح / ق. رمزي حيدر.
*الكتاب الأبيض كانون الأول 1994: وزارة المغتربين.
* كتاب جناح وغربة : أ. هيثم جمعة.
*ومعلومات مستقاة من بعض الكتب والمراجع ومؤتمرات الجامعة.
*ومعلومات متسقاة من الرئيس الفخري للمجلس القاري الأفريقي أ. إبراهيم فقيه.
تأسست الجامعة اللبنانية في العالم في عهد الرئيس فؤاد شهاب، بموجب مرسوم جمهوري يحمل رقم 3423 ، أنشئت بموجبه هيئة مركزية دائمة، برئاسة وزير الخارجية والمغتربين، وخلال انعقاد “المؤتمر العالمي الرابع للجامعة اللبنانية في العالم”، في قصر الأونيسكو في الثالث من آب 1971.
اشترك في هذا الموتمر وفود تمثل المغتربين في حوالي 30 دولة، حيث تم تعديل نظام الجامعة الأساسي، خصوصاً في ما يتعلق بأهدافها، التي حددت الجامعة بأنها “مؤسسة ثقافية خيرية لا تتوخى الربح، مستقلة غير سياسية وغير عنصرية وغير دينية وغير استثمارية “، وعلى هذا الأساس أضيفت كلمة “ثقافية” إلى إسمها، واصبحت تعرف بإسم “الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم”،
نظراً للدور المحوري للمغتربين اللبنانيين الذين يفوق عددهم ثلاثة أضعاف عدد المقيمين، ونظراً إلى تزايد حجم الإغتراب وتوزعه وتنوعه تم إنشاء مجالس قارية لكل قارة في العام 1971 لتمثيل الإنتشار اللبناني فيها ولتعزيز العلاقات وﺗﻨﻈﻴﻢ وﺗﻔﻌﻴﻞ اﻻﻧﺘﺸﺎر اللبناني.
يعتبر المجلس القاري الأفريقي العامود الفقري للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بفعاليته ودوره الكبير خيث أن الثقل الإغترابي اللبناني هو في القارة الأفريقية وهو يعمل استناداً إلى أحكام كل من النظام الاساسي والداخلي للجامعة والنظام الخاص به.
وهو ﻤﻤﺜﻞ للإنتشار اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻓﻲ القارة السمراء أهدافه تتركّز على ﺗﻌﺰﻳــﺰ العلاقات اللبنانية – اللبنانية، والعلاقات اللبنانية وشعوب الدول المضيفة، ومن أهدافه تطوير وتنمية ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺼﺪاﻗﺔ وﺗﻮﻃﻴﺪ اﻟﺮواﺑﻂ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ واﻻﻋﻼﻣﻴﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺷﻌﻮب اﻟﺪول اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ وﻟﺒﻨﺎن ، بالاضافة إلى ﺗﻨﻈﻴﻢ وﺗﻔﻌﻴﻞ اﻻﻧﺘﺸــﺎرّ اللبناني المميز، ودﻋﻢ ﻛﻴﺎن ﻟﺒﻨﺎن وإﺑﺮاز هويته ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﻌﺎون ﺑﻴﻦ اﻷﻓﺮاد واﻟﻤﺆﺳﺴــﺎت اﻻﻏﺘﺮاﺑﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ، وﺑينها وﺑﻴﻦ ﻟﺒﻨﺎن ، واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ وﻧﺸــﺮه ﻓﻲ ﺑﻠﺪان الإﻧﺘﺸــﺎر وﻧﺸــﺮ ﺗﺮاث ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻠﺪان وﺗﻘﺪﻳــﻢ اﻟﺘﺴــﻬﻴﻼت واﻟﺨﺪﻣــﺎت اﻟﻤﻤﻜﻨــﺔ ﻟﻠﻤﻐﺘﺮﺑﻴــﻦ.
كما ﻳﻌﻤــﻞ اﻟﻤﺠﻠــﺲ القاري الأفريقي ﻋﻠــﻰ ﺗﻮﺣﻴــﺪ ﺟﻬــﻮد اﻟﻤﺠﺎﻟــﺲ اﻟﻮﻃﻨﻴــﺔ واﻻﻗﻠﻴﻤﻴــﺔ واﻟﻔﺮوع ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﻋﻠﻰ إﻗﺘﺮاح اﻟﺴُــﺒﻞ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷــﺄﻧﻬﺎ ﺗﻨﺴــﻴﻖ ﻫــﺬه اﻻﺟﻬﺰة وﺗﺪﻋﻴﻤﻬﺎ من أجل ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪافه اﻟﻤﺬﻛــﻮرة أﻋــﻼه .
ويسهر ﻋﻠــﻰ ﺗﻄﺒﻴــﻖ اﻟﻨﻈــﺎم اﻻﺳﺎﺳــﻲ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴــﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻛﺎﻓــﺔ أﺟﻬﺰﺗﻬﺎ واﻟﺒﺖ بالخلافات اﻟﺘــﻲ ﺗﻌﺠــﺰ ﻋــﻦ ﺣﻠﻬــﺎ اﻟﻤﺠﺎﻟــﺲ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻤﺠﺎﻟــﺲ اﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﻔﺮوع ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة اﻻﻓﺮﻳﻘﻴﺔ.
إن الإغتراب اللبناني الذي كان ومازال الداعم الأساسي لوطنهم الأم لبنان وأكبر دليل هو الدعم الذي قدمه الإغتراب في الأزمة الإقتصادية الأخيرة التي عصفت بلبنان والذي كان للإنتشار اللبناني ، في كافة أنحاء العالم ، دور أساسي وجوهري بالوقوف مادياً وإقتصادياً بجانب أهلمهم وأبنائهم لتصمود في وطنهم لبنان.
تتألف الهيئة الإدارية للمجلس القاري الأفريقي من رئيس المجلس ونواب رئيس وأمين عام وأمين عام مساعد وأمين صندوق وأمين صندوق مساعد وأعضاء.
يتم إنتخاب الرئيس في المؤتمر القاري من بين أعضاء هذا المؤتمر وذلك بالاكثرية المطلقة للأعضاء الحاضرين والممثلين وإن مدة ولايته ثلاث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة وهو يُمثل الجامعة الثقافية على المستوى القاري ، كما يُمثل المجلس القاري وهيئته الادارية ، كذلك يبقى الرئيس بنهاية ولايته عضواً دائماً مدى الحياة في المجلس القاري ، متمتعاً بجميع صفاته في العضوية ، ما عدا حق الإقتراع .
في شهر كانون الأول من العام 2019 إنعقد المؤتمر التاسع للمجلس القاري الأفريقي حيث تم إنتخاب السيد حسن يحفوفي رئيساً له وقد واجه تحديات كبرى من خلال مواجهة جائحة كورونا عبر لعب دور صلة الوصل بين الدولة اللبنانية والجاليات اللبنانية في القارة الافريقية لإعادة من يرغب من العائلات الى لبنان ، كما تم تقديم لوزارة الصحة اللبنانبة عدد كبير من الات الاوكسجين ، فضلاً عن تقديم عدد كبير من الحصص الغذائية لمواجهة الجائحة والوضع الاقتصادي الصعب الذي طرأ على لبنان.
بتاريخ 28/12/2022 إنعقد المؤتمر العاشر للمجلس القاري الأفريقي حيث إنتُخب مجدداً السيد حسن يحفوفي رئيساً له وهو حالياً يعمل جاهداً على رأس الهيئة الإدارية في المجلس القاري الأفريقي لتحقيق أهداف المجلس التي لم يتمكن من استكاملها في الولاية الأولى بسبب الأسباب المذكورة أعلاه ، ومنها تنظيم الجاليات في الدول الأفريقية التي مضى وقت طويل على اجراء انتخابات للمجالس الوطنية فيها، ومن جهة أخرى يعمل المجلس على إنشاء مركز في محافظة النبطية سوف يُسمى بيت المُغترب البناني.
فالمجلس القاري الأفريقي كان ومازال يعمل جاهداً في مختلف المجالات والأصعدة بهدف تعزيز السلام والاستقرار وإحترام حقوق الإنسان في جميع أنحاء أفريقيا بالإضافة الى عمله على تعزيز النمو الاقتصادي للمغترب اللبناني مع إبقاء المجلس كافة وسائل التواصل والتعاون قائمة بينه وبين الجميع بما يصب في مصلحة الإغتراب والمُغترب اللبناني في القارة الأفريقية .
جميع الحقوق محفوظة المجلس القاري الافريقي© 2024